Archive: humor

هواجس ساخرة (٣٥) : خلفية دعوة أمريكا للانضمام لنادينا

ميريلاند ٢٧ يناير ٢٠١٧

قراءة (أفروعربية) في المسالة (الترامبية)

علي خلفية دعوة أمريكا للانضمام لنادينا 

لعل البعض منكم سادتي قد قرأ مقالاً لافتاً للانتباه ومثيراً للاهتمام نُشر في (Politico) بعنوان:

!America, You Look like an Arab Country Right Now! Welcome to the Club

وترجمته بتصرف: (يا أمريكا يا ويكا، شكلك كده بقيتي تشبهينا فمرحبا بك في جامعة الدول العربية!). والمقال بالطبع من النوع الساخر الذي يجعل أول ما يقفز لذهنك عند قراءته أن تركل نفسك في المؤخرة مرتين قبل أن تصيح متحسراً: “والله فكرتو كانت في طرف دماغي!”. ثم تهدأ قليلاً عندما تتذكر أن المقال مكتوب باللغة الانجليزية فتقول لنفسك الأمارة بالسوء: (كويس كده أللّقوم بترجمته وتوصيله لإخواننا العرب ولي علي الأقل فضل الظهر). ولكن تكتشف بعدها أن كاتب المقال يدعي (Karl Sharro) فيلعب الفار في عبك إذ لا تبدو على اسمه أي ملامح عربية. وقبل أن تبدأ بالاحتجاج مستنكراً كيف يتحدث هذا (الكارل شارو) باسمنا منتحلاً عروبتنا وداعياً كل من هبّ ودبّ لعضوية نادينا تتذكر أن وطننا العربي الواسع يضم أقليات مسيحية قد يكون بينها كاتب المقال. تهرع ثانية لموقع (Politico) لتقطع الشك باليقين فلا تجد ما يفيدك أكثر من أنه يعمل معلقاً في الشؤون الشرق أوسطية (وما أكثرهم!). هنا يكون قد تملك وجدانك شعور دافق بالتسامح العرقي(“هو أنا مين عشان أقعد أوزع صكوك العروبية للناس؟”) فتقرر أن (كارل) هذا بدعوته الكريمة هذه قد استحق اكتساب (العربنة) بالانتساب.

 

Read more

هواجس ساخرة (٣٤) : الحوار

Al-Rakoba 10 July 2015

الحوار

رجعت مُجهدا إلى البيت ووجدت (أم العيال) مستلقية كعادتها فى ظل العصر وهى على غير عادتها تحتضن المذياع فى تتبع مشدود لبرنامج لم أستطع أن اميزه تماما وإن طرقت أذنى أصوات أشبه بشخير النائم المتعب عزيتها بغبائى المعهود لسوء الارسال الاذاعى. قلت لها فى تعليق لا معنى له واصفا ما لا يحتاج لعبقرية أخصائى فى الأحوال الجوية لتشخيصه: “شايفة السخانة دى كيف؟” وعندما لم ترد خمنت أنها قد لاتزال غاضبة لإنقطاع التيار الكهربائى إما بسبب قطع عام غير مبرمج كالعادة أو لأننى لم أقم– وهذا هو المرجح– بتسديد فاتورة (الجمرة الخبيثة) المبرمجة بدقة يحسدنا عليها السويسريون. قررت أن أقوم (بتخريمة) تكتيكية منتقلا من الشأن (العام) الذى لا قدرة لدينا فى فعل شئ حياله (سوى الشكوى لله لنتحاشى المذلة) إلى (الخاص) الذى قد يستدر لنا بعض الشفقة، فقلت فى صوت يغلب عليه الترجى أكثر من الحزم : “والله الجوع قرضنا! كدى قومى يا ولية حضرى لينا الغداء”. ويبدو أنها لم تسمعنى فأعدت عبارتى عدة مرات. فقالت بضيق بعد فترة من غيران تبدى حراكا:” الغداء ختيتو ليك مغطى فى التربيزة الجوه”. وبقدر ما أغاظنى هذا التجاهل المتعمد بقدر ما أثار فضولى فى ماهية ذلك البرنامج المذاع الذى استأثربانتباهها لهذه الدرجة. وعملا بفلسفة (شليل وينو؟) التى ما فتئتُ أقوم منذ أيام طفولتى بتطويرها وتجويدها قررت أن أقوم أنا (بخطف الدودو) هذه المرة. فقلت فى صوت يغلب عليه الحزم اكثر من الترجى: ” طيب ادينى الراديو ده عشان فى كورة بدت ليها خمس دقائق خلينا نشوف الهلال لغاية حسع أدوه كم قون”. فصاحت مستنكرة: “هلال شنو ومريخ شنو يا راجل! انت ما شايف انا قاعدة اسمع فى ( الحوار)”.

 

Read more

(هواجس ساخرة (٣٣) : (ممكن ضنبنا يلولح كلبكم؟

Al-Rakoba 10 July 2015

(ممكن ضنبنا يلولح كلبكم؟)

 

 

هناك تعبير بالانجليزية (the tail wagging the dog) يمكن ترجمته حرفيا (الذيلُ الذى يهزّ الكٙلْب) ومنشأ التعبير يرجع فى الغالب للقرن التاسع عشر فى الولايات المتحدة ومعناه العام (الشىء الذى يهمن على الوضع مع أن أهميته ثانوية) ولعل أفضل ما اسُتعمل فيه هذا التعبير فى علم السياسة بما يضفى على معناه بعدا استراتيجيا هو تشبيه (الذيل) الٳسرائيلى بانه يحرك (الكلب) الامريكى فى ما يختص بسياسات الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط. وقد تذكرت هذا التعبير هذه الايام بالذات وأنا أتابع أخر مثال لمحاولة تطبيقه على أرض الواقع والمتمثل فى الضغوط الاسرائيلية المستميتة على الادارة الامريكية بواسطة الكونجرس – الذى يبدو أن سيطرة اللوبى اليهودى عليه تفوق سيطرة نتانياهو على الكنيست – لٳلغاء الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني والتى أبرمتها السداسية الدولية (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا) مع ٳيران بعد مفاوضات ماراثونية دامت قرابة العامين.

 

Read more

(هواجس ساخرة (٣٢) : (الوفرة فى النُّدرة

Al-Rakoba 10 July 2015

(الوفرة فى النُّدرة)

 

 

ذكرتنى قطوعات الكهرباء والمياه المتكررة هذه الأيام بمقال ساخر كتبته باللغة الانجليزية بعنوان “الوفرة فى الندرة” (Abundance in Scarcity) ونشر فى يوليو ١٩٧٩ فى مجلة (سوداناو) التى كانت تصدرها وزارة الثقافة والٳعلام حينذاك. والمقال يحكى عن صديق وهمى لى يدعى (عارف) هو عبقرى زمانه فى الاقتصاد والسياسة وكافة مجالات العلوم والرياضة والفكر ولا أعتقد أنه كان صعبا على غالبية القراء فى ذلك الوقت التعرف على الشخصية التى يرمز اليها الأسم فقد أسميت سلسلة مقالاتى (The World of ‘Arif) نسبة لعالمه الفريد الذى تسلط فيه على رقاب الناس. فى المقال تتفتق عبقرية (عارف) على أن أزمات الخبز والوقود والكهرباء التى كانت متفشية تلك الايام ترجع الى أن سياسات ضبط السوق ومحاربة السوق السوداء قد ثبت فشلها ثم أنها عادة تأتى بنتائج عكسية فينبغى السير اذن فى الاتجاه المعاكس ليس فقط بفتح السوق بما يتمشى مع سياسة التحرر الاقتصادى الرأسمالى بل باغراق السوق وفقا لنظرية (الوفرة فى النّدرة) أو توءمتها (النُّدرة فى الوفرة) أيهما كان الأسرع مفعولا حسب المفهوم (العارفى) فى تحصيل الحاصل. وتتمثل هذه الخطة – أوبالأصح الخبطة – الاقتصادية فى أن يقوم محافظ الخرطوم باصدار أوامر محلية تلزم كل المخابز بطرح ٩٠٪ من حصتها من الدقيق فى السوق السوداء وتلزم كل محطات البنزين بطرح نسبة مماثلة من البنزين فى السوق الموازى مع الزام كل سيارة بملء خزان الوقود حتى يفيض. وبعد أن يتم اغراق الأسواق السوداء والرمادية والموازية بالدقيق وبالوقود بما يزيد عن مقدراتها الاستيعابية تبدأ هى بدورها فى التخلص من الفائض بٳعادة بيعه للمخابز ومحطات الوقود وكلما زادت نسبة ال ٩٠٪ من الضخ فى تلك الأسواق كلما قل الطلب مما يدفعها لتقليل السعر حتى تضطر فى النهاية لٳستجداء المخابز ومحطات البنزين لأخذ ما يحتاجونه مجانا وفى بعض الحالات ٳلى دفع ٳغراءات مادية لهم حتى يمكنها تجنب تكاليف التخزين المتزايدة بنسبة ٩٠٪. وبالطبع تُكلل هذه السياسات بالنجاح الباهر المتوقع وتنشر الصحف أنه تم القبض على أحد اصحاب المخابز لزيادته وزن وعدد الخبز فوق الحصة المقررة كما تعلن بعض محطات الوقود أستعدادها لدفع ٳطار سيارة مجانا مقابل ملء كل (جركانة بنزين فاضية) يأتى بها صاحب السيارة.

 

Read more

هواجس ساخرة (٣١) : (ذبابة على الحائط) فى جوهانسبيرغ

Al-Rakoba 22 June 2015

(ذبابة على الحائط) فى جوهانسبيرغ

 

 

هنالك تعبير ٳصطلاحى أمريكى المصدر فى اللغة الانجليزية يرجع تاريخ صياغته ٳلى عشرينيات القرن الماضى فتعبير (to be a fly on the wall) يمكن ترجمته حرفيا (أن تصير ذبابة على الحائط) ولكن له معانٍ عدة ليس من بينها ٳطلاقا معنى الشتيمة أو ٳستنزال اللعنة على أحدهم بأن يصبح ذبابةً على الحائط وأن تنزل عليه مكنسة أو رشة مبيد للحشرات تزيله من الوجود. على العكس من ذلك تماما فالتعبير أصلا يحمل معنى التمنّى بأن يصبح المرء ذبابة على حائط بما ينطوى علي ذلك مجازا التواجد فى موقع يمكنه ان يرى كل ما يحدث ويسمع كل ما يقال من غير أن ينتبه أحد لوجوده تماما وكأنه (ذبابة على حائط). فتقول مثلا “لكم تمنيت أن أكون ذبابة فى حائط غرفة مساعد رئيس الجمهورية الأول سيدى محمد الحسن الميرغنى لأرى كيف يضع اللمسات الأخيرة لحل كل مشاكل السودان فى ما تبقى من المائة وواحد وثمانين يوما التى (توعدنا) بها”. أو أن تقول متحسرا على ما فات: “ليتنى كنت ذبابة فى حائط مكتب )الخبير الوطنى( لأعرف أسرار (رمى الودع) و(التنزيل) لمضاعفة (شوية القريشات العندى)”. ولا أشك سادتى أننا جميعا قد تمنينا فى وقت أو آخر أن تكون لنا ٳمكانية أن نشاهد أو نسترق السمع لما لا يمكننا مشاهدته أو سماعه من غير أن يفضحنا تواجدنا الجسدى خاصة ما يدور فى (الغرف المغلقة).

 

Read more

هواجس ساخرة (٣٠) : حول العالم فى ١٨١ يوما

Al-Rakoba 15 May 2015

حول العالم فى ١٨١ يوما

 

 

للفرنسيين تعبير بسيط فى كلماته عميق فى معناه لم أجد له قدر اجتهادى مقابلا مرضيا فى اللغة العربية، فهم يقولون (Déjà vu) بما يمكن ترجمته حرفيا) شوهد من قبل) لوصف ظاهرة الشعور أو الاحساس عند الانسان وهو يرى حدثا أو يمر بتجربة بأنه قد رأى ذلك الحدث أو مر بتلك التجربة من قبل. وفى علم النفس تُفسر هذه الظاهرة بأنها حالة (نشوذ فى الذاكرة) نتيجة لمحة ذهنية قصيرة قبل ان يتمكن الدماغ من اكمال تركيب تصور واع ومتكامل للمشهد مما يخلق تصورا جزئيا يؤدى بدوره لشعور بأُلفة الحدث أو التجربة.

 

Read more

(هواجس ساخرة (٢٩) : (القرين

Al-Rakoba 26 April 2015

(القرين)

 

 

لا أجد سادتى تفسيرا معقولا لما حدث لى صبيحة يوم كئيب وأنا أقف فى الحٙمّٙام متأهبا للحلاقة كعادتى كل صباح. فقد فوجئت أن الوجه الذى يحدق تجاهى من المرآة ليس وجهى! لوهلة خُيل لى أن المنومات التى تناولتها الليلة الماضية لا تزال تعربد فى رأسى وأن الارتجاج الدماغى الذى نجم عن ذلك قد زين لى أن نافذة الحٙمّام هى مرآتى. فلعلكم اذن تعذرون الحدة التى وجهت بها سؤالى مستفسرا: “يا زول انت ليه واقف قدام الشباك بتاعى؟” وتعذرون كذلك الدهشة المشوبة بالخوف التى تملكتنى و(الزول) يوجه لى نفس السؤال بنفس الحدة وفى تزامن آنىّ. مددت يدى فى ذهول لأتحسس حقيقة وجوده فاصطدمت بسطح المرآة فى نفس الوقت الذى امتدت فيه يده تجاهى وكأنه يريد أن يتحسس وجودى هو الآخر.

 

Read more

(هواجس ساخرة (٢٨): موت (شجرة)…وحكاية بعثها (بعاتياً

Al-Rakoba 20 April 2015

موت (شجرة)…وحكاية بعثها (بعاتياً)

 

 

hawajiz_28

 

مواطنون يشيعون شجرة حزب البشير الى مثواها الأخير – انظر رابط فيديو اليوتيوب اسفل المقال

 

صحوت من النوم سادتى مذعورا مخلوعا على أصوات نحيب وبكاء لأرى (أُم العيال) وهى تبكى بحرقة وأصوات عويل ومناحة تصل الى مسامعى من أنحاء الحى البعيدة. صحت ملتاعا: “مالك يا ولية؟ الحاصل شنو؟” قالت والعبرة تخنقها: “الشجرة يابو خالد! الشجرة ماتت!”

 

Read more

هواجس ساخرة (٢٧): مساعد الرئيس للشؤون الانكشارية

Al-Rakoba 4 April 2014

مساعد الرئيس للشؤون الانكشارية

 

 

جاء فى الاخبار سادتى أن مرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية دعا المواطنين فى حملته الانتخابية بولاية وسط دارفور لطرد الشيطان الذي قال انه يسعى للفتنة بين الناس ومضى للقول: “من يسعى للفتنة أدوه في راسو”. ولا أخفى عليكم سادتى ان هذه المقولة البليغة قد لمست أوتارا حساسة فى مشاعرى وأمضيت وقتا ليس بالقصير وأنا لا استطيع أن أقرر اذا كان قد تم استلهامها فى وضع استراتيجية (عاصفة الحزم) السعودية أم أن العكس هو الصحيح. وأحب سادتى أن أعلن هنا صراحة أننى لا انتمى من قريب أو بعيد لقبلية النقاد الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب والذين لمحوا لتناقض هذه المقولة مع ما جاء فى ذات الخطاب السياسى بأن “اتفاقية الدوحة جلبت السلام الحقيقى” ومع الوعد الذى قطعه المرشح فى نفس الحملة ” بتوفير خدمات مياه الشرب النقية والتعليم والمشاريع الزراعية فى دارفور” خلال ما تشير كل الدلائل على أنه سيكون ربع القرن الثانى من ولايته. فقد تساءل بعض هؤلاء النقاد فى براءة ظاهرية تنضح داخليا بالخبث السياسى: اذا كان السلام قد عم ربوع دارفور فعلام الحديث عن السعى للفتنة وطرد الشيطان؟ بل بلغ سوء القصد عند بعضهم حد التساؤل الليئم اذا كان قرب “اكتمال انشاء مطار زالنجى” (والذى أعلنه والى وسط دارفور فى نفس الحملة الانتخابية) قد تم بنفس المواصفات التى أتُبعت فى بناء مطارنا الدولى الجديد (فى أم درمان) أو بنفس الشركة التى صممت كبرى (الجقور) فى المنشية؟.

 

Read more

(هواجس ساخرة (٢٦): ما بين (تيس نفيسة) و(تمومة الجرتق

Al-Rakoba 3 March 2015

ما بين (تيس نفيسة) و(تمومة الجرتق)

 

 

ونحن نقف على عتبة الانتخابات الرئاسية أجد نفسى كغيرى من أفراد شعبنا وقد تملكنى شعور طاغى بالفخر والاعتزاز وأنا أرى المرشحين يتسابقون فى عرض برامجهم السياسية وتصوراتهم العملية لحل مشاكلنا القومية. ولكم أيها السادة أن تتخيلوا المشاعر التى اعتملت فى داخلى وأنا أشهد هذه الدراما الانتخابية بشفافيتها وأبعادها الديمقراطية وبكل ما فيها من تشويق واثارة. لا بد لى بداية الاعتراف بأن بعض المرشحين لم يرتفعوا لسقف الاستحقاق المطلوب من المسؤولية الانتخابية، فهناك المرشح الذى ادعى بأنه تلقى “تهديدا من حزب السلطة” لم يفصح عن طبيعته (أهو دعوته لزيارة ميدانية لبيوت الاشباح أم تلميح بتزوير توقيعه على وثيقة “نداء السودان” مثلا؟) آخرون اشتكوا (والشكوى لغير الله مذلة) من استخدام “مرشح الحكومة” امكانيات الدولة من مناصب وقنوات رسمية بما فيها المساجد فى الحملة الانتخابية. وهناك المرشح الذى وجه غضبه تجاه مفوضية الانتخابات لأنها لشئ فى نفس يعقوب قامت باطفاء رمزه الانتخابى (الفانوس) الذى كان (مولعا) من قبل فيما فسره على ما يبدو بأنه محاولة خبيثة ويائسة وفاشلة لتعتيم طريقه الى كرسى الرئاسة! ورغم أن هذه الاتهامات قد تكون فى معظمها (بارانوية) المصدر وبالتى مجافية للحقيقة الا انها لا تنتقص من النهج الديمقراطى العام للانتخابات، فبخلاف أنها تضفى عمقا دراميا (وقد يقول بعض المكابرين نكهة هزلية) للحملة الانتخابية ففيها قدر من الذكاء السياسى باثارة نعرة الدونية الانتخابية (underdog phenomenon) المتعارف عليها عادة فى قاموس السياسة كوسيلة يستخدمها المرشح المغلوب على أمره لاستجداء أصوات الناخبين.

 

Read more

هواجس ساخرة (٢٥): (ديك) المؤتمر

5Al-Rakoba 31 October 2014

(ديك) المؤتمر

 

 

وقع بصرى قبل ايام على مقال دكتور على حمد ابراهيم بعنوان (الذين لا تؤذن ديوكهم عند الفجر الصادق) وبعدها مباشرة طالعت مقالا للدكتور عبدالوهاب الأفندى بعنوان (ٳقناع ديك المؤتمر الوطنى). والذى اثارانتباهى ليس مضمون المقالين فاننى اعترف ان ضعف البصر ووهن الذاكرة جعلانى مؤخرا اكتفى بقراءٙة عناوين الكتب والمقالات والصحف وحتى لو تملكتنى رغبة قوية أو مقدرة استثنائية على القراءة فأننى أنسى الموضوع بمجرد الانتهاء من قراءته. الذى حرك فضولى سادتى هو ذكر (الديك) فى كلا المقالين مما أثار هواجسى وجعلنى أتسأل: هل الديك الذى لا يؤذن عند الفجر الصادق هو نفس ديك المؤتمرالوطنى الذى حاول الأفندى ٳقناعه؟ واذا كان الأمر كذلك فماذا يا ترى يمنعه من الأذان؟ هل الامر يعود لصفة (الصادق)؟ ام ان ديك المؤتمرلا يرفع عقيرته بالآذان ٳلّا ٳذا كان الفجر (كاذبا)؟ ثم لأى فصيلة ينتمى هذا الديك؟ هل هو من ديوك البطانة وذهب لمؤتمر الحزب وهو (مدلدل) على قناية ورجع وهو (مدلدل) ولم يرى شيئا ٳلّا (بالمقلوب)؟

 

Read more

(هواجس ساخرة (٢٤): الأبعاد الاستراتيجية للمسألة (الباسبورتية

Al-Rakoba 24 June 2014

الأبعاد الاستراتيجية للمسألة (الباسبورتية)

 

 

كم كان بالغ سرورى وغبطتى وأنا اطالع فى الصحف أن وزارة الخارجية اماطت النقاب عن ملابسات مغادرة “المرتدة أبرار” البلاد إلى روما فقد صرح وزير الخارجية علي كرتي في حوار أجرته معه الإذاعة السودانية أن “أبرار خرجت من السودان بعلم الحكومة وبوثيقة وجواز سوداني يحمل إسم أبرار وليس مريم وبرضا تام منها وبعلم الحكومة”. لم يبين لنا سيادته اذا كان الجوازالمعنى دبلوماسيا أو خاصا أو عاديا أو اذا كان اخضراً (بالقديم) او داكن اللون مكفهراً (بالجديد) وٳنما أشار فى تلميح ذكى ٳلى فشل محاولة ٳحدى السفارات تهريبها سابقا بأوراق مزورة وقبل إكمال الإجراءات القانونية، مؤكداً أن “السلطات كانت مدركة لما يحدث” وأردف سيادته ساخراً: “كانوا يظنون أننا نغط فى نوم عميق بما جرى”!

 

Read more

هواجس ساخرة (٢٣): مرحباً بمملكة شمال السودان!

Al-Rakoba 15 July 2014

مرحباً بمملكة شمال السودان!

 

 

لكم سادتى أن تتصوروا دهشتى وانا أطالع فى صحيفة (الواشنطون بوست) بتاريخ ١٢ يوليو ٢٠١٤ أن امريكياً يدعى جيريمايا هيتون (Jeremiah Heaton) قام بالٳستيلاء (بوضع اليد) على أرض تبلغ مساحتها ٨٠٠ ميل٢ تقع على الشريط الحدودى بين مصر والسودان فى منطقة (بئر طويل) إلى الجنوب الغربي من مثلث حلايب المجاور وتتماسى المنطقتان فى (وادى طويل) والذى يُعرف كذلك بٳسم (خور أبو بَرْد). وقام الرجل برفع علم أسرته على المنطقة وسمى دولته “مملكة شمال السودان” (‘Kingdom of North Sudan’).

 

اعتقدت بداية أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد دعابة ثقيلة الظل من اخواننا المصريين المعروفين بحسهم الفكاهى، ولكن بعد تأكدى من صحة الخبر زادت دهشتى للأسباب التى أوردها الرجل لتفسير ٳقدامه على تلك الخطوة التاريخية الهامة. فقد صرح – لا فض فوه – أنه أراد تنصيب نفسه ملكاً تلبية للرغبة الملحة لابنته (اميلى) ذات السبع أعوام فى أن تصبح “أميرة حقيقية” . وقال أنه استمد الفكرة من التراث الٳستيطانى الأمريكى وٳن أختلف عن أسلافه فى عدم اللجوء لٳبادة أو قهر السكان الأصليين عند وضع يده على أرض لا يملكها أحد (terra nullius). فالملك (هيتون) هذا لم يأتى مستعمراً أو غازياً وٳنما جاء بدافع الحب، فقد أسس مملكته كما قال “كتعبير لبالغ حبى لٳبنتى”. واضاف أنه ينوى ٳقامة “علاقات ٳيجابية” مع السودان ومصر وذلك بتحويل مملكته ٳلى مركزللٳنتاج الزراعى ٳستجابة لرغبة أطفاله أيضاً خاصة “الأميرة اميلى” فى مد يد العون للفقراء والمساكين فى المنطقة وهو بالطبع لا يستطيع أن يرد لها طلباً!

 

Read more

(هواجس ساخرة (٢٢) : كيف هزمنا فريق السامبا فى (المونديال

Al-Rakoba 24 June 2014

كيف هزمنا فريق السامبا فى (المونديال)

 

 

لكم ياسادتى انت تتخيلوا فجيعتى الكروية الكبرى وأنا أرى فرق منتخباتى المفضلة وهى تتطاير كأوراق الخريف فى الدور الأول لمنافسات كأس العالم فى البرازيل. البداية كانت بأسبانيا وهزيمتها النكراء أمام هولندا بخمسة أهداف مقابل هدف يتيم. لم أستطع النوم ليلتها إلا سويعات قليلة قبيل الفجر ونحيب مكتوم يكاد يخنق أنفاسى وأنا أستعيد فى مخيلتى تحليقة (ڤان بيرسى) العجيبة جواً وتلاعب (روبن) بالدفاع الأسبانى فى مهارة تفوق تلاعب تجار غسيل العملة عندنا بالجنيه السودانى المسكين. ويبدو أن (أم العيال) قد لاحظت تأوهاتى ولكن أساءت فهم مصدرها فقد أيقظتنى قبل أن تكتمل غفوتى: ” شنو يا راجل الهضربة بتاعتك دى، طول الليل (أدونا خمسة أدونا خمسة). الشرع ذاتو قال أربعة أنت عاوز تروح (مخمس) طوالى”.

 

Read more

هواجس ساخرة (٢١): أهمية أن تكون فضولياً

Al-Rakoba 18 June 2014

أهمية أن تكون فضولياً

 

 

فى كتب الأطفال وبرامج التلفاز والڤيديوالأمريكية شخصية كاركاتيرية فى شكل قرد مرح يدعى “جورج الفضولى” (Curious George) وهو فى فضوليته هذه يمثل المصطلح التعريفى المقابل للمثل الإنجليزى الشائع: “الفضول الكتل الكديس” (Curiosity that killed the cat). إلا أن الفضول لا يقتل جورج بل يدخله دائماً فى مشاكل عويصة يخرج منها عادة (كالشعرة من العجين).

 

أذكر هذا تمهيداً لإعترافى بأننى مثل القرد جورج الأمريكى (وليس بالضرورة مثل القط الإنجليزي) أعانى من داء الفضول المُزمن، فمنذ صغرى عُرف عنى ولع غير صحى بتقصى الأمور وحب استطلاع يكاد يرقى لمرتبة الهوس الفضولى. ويقال اننى عندما كنت طفلاً يحبو كنت اقوم بالتنقيب فى الحفر وتحت الحجارة فى حوش المنزل ويحكى أن المرحومة حبوبتى قالت بحكمتها البالغة : “الشافع ده بى شلاقتو دى يوم بتقرصو عقرب”. وقد لدغتنى بعض العقارب بالفعل ويقال أننى فى لحظة تجلى فضولى قمت بتشريح عقربا قادها فضولها الأعمى لمقربة منى. ولكن تلك مقولة لا يمكننى تأكيدها إذ أن مخزون ذاكرتى لا يمتد لتلك الحقبة الطفولية من حياتى، وإن كان يبدو أن تجربة ما فى طفولتى قد ترسبت فى عقلى الباطنى تجعلنى حتى اليوم أمارس الحذر الشديد لكبح فضولى عند الإقتراب من أى كائن (رافع ضنبو)!

 

Read more

هواجس ساخرة (٢٠): (بضاعة) الست سامية

Al-Rakoba 8 June 2014

(بضاعة) الست سامية

 

 

فى حديث لها قبل أيام عٙددت نائبة رئيس المجلس الوطنى سامية أحمد محمد مآثر حكم الإنقاذ خلال ٢٥ عاماً ونفت بشكل قاطع أن يكونوا “جاثمين على صدور الناس” طوال هذه السنين، “لأننا خرجنا من قلب المجتمع السوداني، وكونا حزباً ودولة، والآن نبني في أمة”. وقطعت (السامية) بان الإنقاذ من أقوى الحقب التي حكمت السودان، وتحدت من يدعى غير ذلك قائلة: “العندو أفضل مننا من خارج السودان يعرض بضاعته في سوق السياسية”.

 

ومن شدة إنبساطى وسرورى بما قالته سيادتها وجدت نفسى أهتف “قطعت جهينة قول كل خطيب”! ومبعث إعجابى يا سادتى هو هذه البلاغة الكلامية الإعجازية فى تجسيد كل هذا الكم الفكرى والعقائدى والبرنامجى فى كلمة ببساطة (بضاعة) يتفهمها عامة الناس لتعاملهم معها فى عسر قد يقل أو يزيد فى حياتهم المعيشية، ويتعاطاها عِلية القوم من (المتمكنين) مُطعمة بتفسيرات (فقهية) نبيلة تضفى على حياتهم بعداً روحياً ومعنىً دينياً لا يتعارض مع راحتهم البدنية ويسرهم المادى.

 

Read more

هواجس ساخرة (١٩): قوات الدعم السريع

Al-Rakoba 26 May 2014

قوات الدعم السريع

 

 

فى تعليق له الأسبوع الماضى ذكر الزميل الطاهرساتى أن “هناك شئ ما، في مكان ما، يتم إعداده على نار هادئة، وعدم لفت أنظار وعقول الناس إلى هذا الشئ بحاجة إلى مثل هذه القضايا التي تبدوا للناس والصحف ( قضايا مهمة)..وعليه، كلها عوامل تشير إلى أن ذاك الشئ الذي يتم إعداده على نار هادئة ( لم ينضج بعد)..!!”

 

وقد أثار هذا التعليق غريزتى السياسية الأمارة بالسوء التى دائماً ما تدفعنى فى فضول تطفلى أو تطفل فضولى لا أدرى كيفية التخلص منه للتحقق من اشياء لا يطالها فهمى القاصر، وكثيراً ما سبب لى الكثير من المتاعب. ولكن تلك كما يقولون قصة أخرى.

 

Read more

“هواجس ساخرة (١٨): حكاية الشيطان ومحاميه و”حملة الدفتردار

Al-Rakoba 27 April 2014

حكاية الشيطان ومحاميه و”حملة الدفتردار”

 

 

ذكرالزميل الطاهر ساتى فى عاموده بصحيفة (السودانى) تحت عنوان (شوربة سبدرات) أن وزير العدل السابق تساءل فى حوار صحفى أُجرىٙ معه: ( هل فجأة أصبح سبدرات محامي الشيطان؟) ومثل هذا التساؤل ينطبق عليه فى اللغة الانجليزية ما يسمى بالسؤال الخطابى (question rhetorical) اذ انه لا يتطلب اجابة وفيه حذلقة بلاغية بارعة تقوم على اتهام النفس متسائلاً، ٳستباقاً للآخرين فى الٳجابة على التساؤل ٳيجابياً. ويبدو أن الطاهر قرر تجاهل الأسس البلاغية لهذا التساؤل البرئ وتطوع بالٳجابة مذكراً سيادة الوزير السابق والمحامى العريق بترافعه فى قضايا تمتد من الفلاشا الى الاقطان مروراً بالأوقاف وعدد من (الكاردينالات) يكفى لخلع البابا الحالى من الفاتيكان. قال الطاهر ساتى مستشهداً بهذا السجل الترافعى الحافل: “لسوء حظك ولحسن حظ الناس، الشيطان بعد أن يُفسد حياة الناس لا يحتاج من البشر لمن يدافع عنه بلا حياء أو وجل، و إلا لما تردد في إختيارك محامياً ومستشاراً قانونياً لكل أعماله..!!”

 

وأصدقكم القول أن ما خلُص اليه الطاهر لم يقنعنى ولم يشبع فضولى فى معرفة ما وراء الأٙكٙمة. وبما أننى دائما أفضل “الوثبة” التحقيقية التى تستقى المعلومة من مصادرها الأصلية فقد قررت أن “اثب” الى الشيطان نفسه تقصياً للحقيقة.

 

Read more

“هواجس ساخرة (١٧): صحيفة (ألوان) وحكاية “العميل المزدوج

Al-Rakoba 9 April 2014

صحيفة (ألوان) وحكاية “العميل المزدوج”

 

 

أثارالبرنامج التلفزيونى لحسين خوجلى فى قناته الفضائية الكثير من ردود الفعل استهجنت فى معظمها ما أعتبرته تكريسا لمشروع الإنقاذ الشمولي وامتداداً لٳسلوب الاسفاف والمهاترات الذى اتبعته صحيفة (ألوان) ٳبان فترة الديمقراطية الثالثة. وفى المقابل ترواح رد الفعل الٳيجابى بين الٳشادة بالدور “الريادى” للبرنامج فى ” طرح قضايا الجماهير” والتبرير على استحياء، رغم الاعتراف بالتاريخ المعيب لصاحبه، أن للبرنامج جوانب ايجابية فى نقد بعض ممارسات النظام. وفى تقديرى أن هنالك ثلاثة خياراث فى التعامل مع ممارسات التجهيل والٳدعاء الأجوف وسؤ المقصد فى خطاب الاسلامويين: التجاهل التام لها بحسبان أن القضية برمتها حُمِلت اكثر مما يستحق الشخص المعنى؛ او رد الصاع صاعين (كما فى قصيدة “السيرة الذاتية لمسيلمة الفاتية ” للراحل سيد احمد الحاردلو)؛ او الضحك عليها والسخرية من خطل قولهم وتناقضاته. والأخير كان خيارى عندما تصديت فى ثمانيات القرن الماضى (كما فى المقال الساخر أدناه) للرد على اتهامات صحيفة (ألوان) لى بالشيوعية والعمالة للمخابرات الأمريكية والانخراط فى “الطابور الخامس” للحركة الشعبية. ولعل الذين لم يعايشوا تلك الحقبة أو الذين نسوا أو تناسوا ممارسات ٳعلام الجبهة الأسلامية حينذاك لا يدركون أننا اذا لم نٙعِى عبرالماضى فقد يُعيد التاريخ نفسه مستقبلا.

 

العميل المزدوج (On Being a Double Agent)


نًشر بالانجليزية فى صحيفة (سودان تايمز) وبالعربية فى صحيفة (الأيام) بتاريخ ٤/٨/١٩٨٨

doubleagent

كان الوقت قرابة الثالثة صباحاﹰ عندما صحوت مرتاعاﹰ على رنين جرس التلفون المتواصل. ولعل مصدر إنزعاجى أن تلفون منزلى قد همدت حرارته منذ سنوات وقد تأكدت بنفسى أن الروح قد فارقته. فلا أحد يستطيع إذن أن يلومنى إن توهمت لفترة بأننى أحلم. نظرت حولى وأنا أدعك عينييّ وتيقنت أن ما يحدث هو واقع حقيقى. فالتلفون المنزوع الأسلاك يرن فعلاﹰ وبإصرار غريب. رفعت السماعة وجاءنى صوت عاملة الهاتف يسأل إن كنت على إستعداد لتلقى محادثة دولية على أن أتعهد بدفع قيمتها محلياﹰ. زاد إندهاشى فالأمر لم يعد يخص شأن هاتفى الذى أصبح يعمل لاسلكياﹰ بل شمل أيضاﹰ هذا التطور المفاجئ فى الخدمات الهاتفية بحيث أصبحنا نتعامل بين ليلة وضحاها بنظام الدفع المحلى (collect call) للمحادثات الدولية كما يحدث فى كل أنحاء العالم المتحضر!

 

Read more

“هواجس ساخرة (١٦): “بلة الغائب و(القرم) وبلاد الجن الأحمر

Al-Rakoba 19 March 2014

بلة الغائب و(القرم) وبلاد الجن الأحمر

 

 

سعِدت وأنا أطُالع في تصريح متداول على مواقع التواصل الإجتماعي أن المتصوف السودانى (بلة الغائب) أكد أن الطائرة الماليزية التى اختفت خلال رحلة من (كولالمبور) الى (بكين) ولم يعثر لها على أثر منذ قرابة الاسبوعين موجودة “ببلاد الجنّ الأحمر”، وأنه قادر على العثور عليها إذا ما طُلب منه ذلك. وبقدر شعورى بالفخر والٳعتزاز لما يعنيه مثل هذا الٳنجازمن رفع شأننا بين الأمم، تملكنى احساس غامر بالغضب والٳستهجان ليس فقط لتجاهل وكالات الأخبار هذا التصريخ الهام بل لتهاون وتقاعس دول العالم فى طلب المساعدة من (بلة الغائب) فى وقت فشلت فيه ٣٠ دولة بسفنها وغواصاتها وطائراتها وأقمارها الصناعيّة في العثور على الطائرة المختفية. وقد عزوت هذا التجاهل الى ما دٙرجت عليه دول الٳستكبار فى محاربة مشروعاتنا الحضارية وتوجهاتنا الرسالية. وقد استغربت هذا التصرف خاصة من ماليزيا المسلمة والمستودع الآمن لمالنا وعقاراتنا والفائض الربوى من ميزانياتنا والمنهوب (التجنيبى) من خيرات بلادنا.

 

Read more

Back to Top